Tunisie des Lumières

تونس الأنوار

الصفحة الأساسية > عــربــية > القنديل > هذيان ما بعد منتصف الليل

من آثار متابعة مداولات مجلس نواب الشعب

هذيان ما بعد منتصف الليل

الأربعاء 9 حزيران (يونيو) 2021

كلما اقرأ شيئا صدر عن حزب البسكلات او اسمع احد اقطابه في تحاليله للواقع التونسي يغمرني الهدوء والارتياح كاني قمت بفترة نقاهة سياسية. والحق يقال فقد اصاب مسؤولوه في اختيار البسكلات كرمز للحزب. فهو فعلا يعيش في نقاء فكري ايكولوجي يغمره جمال الطبيعة والسياسة التونسية معا .
فمنذ ان شارك في الحكم وكبش في ملف مقاومة التلوث السياسي والفساد، اصبحت الحياة السياسية التونسية على طريق النظافة ف والصواب. ولن تكون لتلك السنوات السوداء في العهد البائد عودة بكل تأكيد
لكن شيئا ما حيرني. لم اعد اسمع ذلك الصوت العذب الرنان يدوي في كل جلسة عامة لمجلس النواب ليعلن على المالا وبالوثائق الثابتة ان بيده ملفات خطيرة حول الفساد وحول رجعية اخيهم الشيخ الموقر وكذباته السياسية، ذلك الصوت الذي ينافس أصوات اليسار في البرلمنات السابقة.
ومازاد في حيرتي الغياب الكلي لذلك الصوت اثناء الجلسة الأخيرة لمجلس نواب الشعب وهي جلسة خارقة للعادة بكل المقاييس كما يعبر جل محللينا وسياسيينا.
ما من شك انها الكورونا اللعينة التي كانت السبب في اختفاء تلك الأصوات الرنانة
الحق يقال ان حزب البسكلات يقدر اكبر تقدير هدوء الشيخ الرئيس ورزانته ودهاءه. والأجواء الحالية تتلائم كليا مع ايكلوجيا الساحة السياسية المبنية على فن الكلام احيانا وفن السكوت احيانا اخرى، في ظل مجلس النواب الجديد والحكومة الرشيدة.
دعني من الحيرة ولاقف عند هذا الحد من الهذيان ولاذهب إلى فراشي فرحا مسرورا بالربيع البسكلاتي

مدونة على فايسبوك
2020-06-09
توفيق كركر