السياسة والحريات الأكاديمية في الملتقيات العلمية العالمية

الملتقيات والمؤتمرات العالمية في عديد المجالات العلمية ان لم نقل في اغلبها تكون مكان التقاء الباحثين من البلدان الناشطة في البحث العلمي. فلا غرابة في التواجد في نفس الفضاء باحث من بلد ما مع باحث من بلد اخر عدوا له على مستوى السياسي . طبعا منظم الملتقى او المؤتمر العلمي هو المسؤول الوحيد على اختيار المشاركين . وبصفة عامة الملتقيات العلمية تحكمها الحريات الأكاديمية لا تتدخل السياسة لا في تنظيمها ولا في تحديد المشاركين فيها ولا في محتواها الفكري والعلمي.
القرار النقابي في مقاطعة الجامعات الإسرائيلية اخذ من طرف بعض النقابات الأوروبية تنديدا بدولة إسرائيل ولاجبار السلطات في البلدان الأوروبية للضغط على إسرائيل اقتصاديا وثقافيا واكادميا وديبلوماسيا حتى تمثل إلى القوانين الصادرة عن الأمم المتحدة وتنصف الشعب الفلسطيني .
فما عسى أن تفعل النقابات التونسية عامة ونقابة التعليم العالي خاصة لتطبيق قرار المقاطعة والحال ان ليس لأية جامعة تونسية اية علاقة مع مثيلاتها الإسرائيلية ؟ لا شيء سوى مطالبة قادة نقابات التعليم العالي في أوروبا للتطبيق الفعلي لقرار المقاطعة الذي اتخذوها على قياس دولهم؟
هل على الباحثين والأساتذة التونسيين ان يقاطعوا بصورة فردية كل مؤتمر علمي ينظم في أوروبا يشارك فيه باحثون من إسرائيل ؟ هل مثل هذا التمشي يفيد الجامعة التونسية ودولة فلسطين ؟ مع العلم ان في عديد الاختصاصات العلمية تتميز إسرائيل في ابحاثها العلمية ولا تتغيب عن المؤتمرات العالمية !!

تدوينة على فايسبوك
2023-05-05
توفيق كركر